العطر..كتاب شهر4 “نادي القراءة العماني”

13 أفريل

 

نادي القراءة العماني (أبريل 2009)

تعريف بنادي القراءة العماني


هو عبارة عن تجمّعٍ تطوّعيٍ لمجموعةٍ من الأشخاص الذين يهدفون إلى نشر ثقافة القراءة و تعزيز دورها في المجتمع. يختار النادي في كل شهر كتابًا واحدًا، وينشر ملخصًا تعريفيًا عنه في المنتديات والمدوّنات العمانية، ثم يقدّم دعوة إلى الجميع كي يقرأوا ذلك الكتاب خلال الشهر المحدد، ويناقشوه مع زملائهم في المنتدى. وبذلك يأمل النادي أن يقرأ أكبر عددٍ من العمانيين الكتاب نفسه في الوقت نفسه، مكوّنين خلايا صغيرة في المواقع الإلكترونية المختلفة تتبادل الرؤى والأفكار والانطباعات حول نصٍ واحد.
 
كتاب الشهر:
d8a7d984d8b9d8b7d8b13

العنوان/ العطر: قصة قاتل
المؤلف/باتريك زوسكيند
ترجمة/ نبيل الحفار
دار النشر/ المدى

 

تقديم
من الأدب ما نقرؤه للهروب من صخبِ الحياةِ وأعبائها، قليلا ما يحفرُ له مكانًا في الذاكرة. ومن الأدب ما نقرأ به أنفسَنا والعالمَ من حولنا، فلا نهرب به من الحياة بل ندخل فيها، ليخلّف ما قرأناه فينا توقيعًا مميزًا ونقشًا راسخًا في دهاليز الذاكرة. وما تزال هذه الذاكرة تحمل شخصيات روائية مثل (أحمد عبد الجواد) و(سعيد مهران) من نجيب محفوظ، و (متعب الهذال) من عبد الرحمن منيف، إلى الشخصيات العالمية مثل (ديفيد كوبرفيلد) من تشارلز ديكنز، و (دوريان جراي) من أوسكار وايلد، و (زوربا) من كازنتزاكيس، وغيرها الكثير. وليس لديّ أدنى شكّ عزيزي القارئ في أن شخصية رواية (العطر) تستحق-بامتياز- أن تضيفها إلى القائمة!

عن المؤلف
بعد ركودٍ طويلٍ للأدب الألماني ظهر (باتريك زوسكيند) مبدعًا جديدًا تلقف العالم كله روايته الصادرة عام 1985 بعد أن اشتهر بمسرحيته (عازف الكونتراباس). له أعمال أخرى مثل روايتي (الحمامة) و (قصة السيد سومر)، إلا أن رواية (العطر) هي التي خرجت به إلى العالمية بعد ترجمتها إلى أكثر من عشرين لغة، وإخراجها سينمائيًا عام 2006. كتب باتريك زوسكيند العديد من المسلسلات التلفزيونية الناجحة، وحصل عام 1987 على جائزة غوتنبرغ لصالون الكتاب الفرانكوفوني السابع في فرنسا.

عن الرواية
جرت العادة أن يبهرك الروائي بوصفه للشخصيات والأماكن والأحداث، فيدخلك إلى الرواية من خلال عينيك، إلا أن الأمر مختلف جدًا في رواية (العطر)؛ فهنا تستخدمُ أنفك لا عينيك في التعرف على الأشياء والشخوص والقيم الإنسانية. رسمَ لنا المؤلفُ في هذه الرواية شخصية فريدة قد لا تغيب عن ذاكرتنا أبدًا، شخصية (غرنوي) صاحب الأنف المعجزة. تدور أحداث الرواية في فرنسا القرن الثامن عشر، حين وُلد طفلٌ أرادت له أمه أن يموت عقب ولادته مثل إخوته الأربعة، لكن القدر أنقذه ليُفتضح أمر الأم وتُقدم للمحاكمة. وتبدأ معاناة (غرنوي) صغيرًا مع نهمه الشديد في الرضاعة، الأمر الذي ينفّر المرضعات منه. وندخل في لبّ الحكاية حين نعرف أن (غرنوي) ليست له رائحة، وهذا ما يُرعب الآخرين منه، إلى أن تتكفل به مرضعة فقدت حاسة الشم.

يكبر (غرنوي) ويعرف أنه يستطيع شمّ كل شيء وكل أحد، الخشب والماء والتراب والحديد والنبات، بل إن له ذاكرة شمية تصنّف كل الروائح في قاموسٍ هائل في دماغه. وينمو هوس (غرنوي) بالروائح شيئًا فشيئًا ويعمل مساعدًا لعطّار، فيخترع له عطورًا جعلت منه الأشهر إطلاقًا. ويُتحفك المؤلف بثقافته في الروائح والعطور وطريقة صناعتها، فيبدو أنه قد قرأ الكثير جدًا في هذا المجال قبل كتابة الرواية. يصحبك (غرنوي) في رحلةٍ عجيبة للبحث عن الروائح، وأسرار استخلاصها، وتصل به العبقرية إلى تركيب روائح البشر!

يا تُرى ما معنى أن تكون لك رائحة، أو لا تكون؟ وهل يمكن أن تؤثر الروائح في نفسية الآخرين وتكوين مواقفهم؟ هل يمكن تركيب روائح تؤثر في النفسيات والمواقف؟ هل هناك رائحة للخير، والشر، والحب، والبغض، والكرم، والبخل، وغيرها من القيم الأخلاقية؟ لا يملكُ القارئ وهو يقلّب صفحات الرواية إلا أن يتورّط مع المؤلف في رحلة البحث عن الروائح، فيبدأ في تحسس رائحة الورق، ورائحة الحبر، ورائحة الغرفة، إلى أن يصل الأمر به إلى ترقّب كل الروائح الممكن صدورها من العالم، خارج الإنسان، وداخله.

كُتب على غلاف الرواية
“لم تعد اللغة المتداولة كافية للتعبير عن كل الأشياء التي جمعها في ذاته كمفاهيم روائحية. فهو لم يعد يشم الخشب فحسب، بل أنواع الخشب: كالاسفندان والبلوط والصنوبر والدردار والدراق، كما بدأ يميز بأنفه بين الخشب العتيق والطازج والهش والمتعفن والطحلب، بل حتى أنواع الحطب وكسراته وفتاته. كان يشمها بكل وضوح كمواد مختلفة عن بعضها”.

طرق الحصول على الرواية
1- الشراء الإلكتروني: مكتبة النيل والفرات (http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb24818-23291&search=books)، مكتبة أدب وفن (http://www.adabwafan.com/display/product.asp?id=40888).
2- تحميل الكتاب من الإنترنت (بالبحث في محرك google).

 

أضف تعليق