حكى لي مرة قريب قصة عن شخص يبيع العسل العماني الأصلي …وزجاجة العسل الواحدة كان يترواح سعرها من 30 إلى 40 ريال …لكن في يوم ما كان صاحبنا محتاج لمبلغ وبأسرع وقت …فقرر بيع العسل ب 18 ريال ظنا منه أن الناس سيغريها المبلغ وستشتري بسرعة باعتبارها فرصة نادرة!! وسيحصل على المال …لكن الذي حصل كان عكس ذلك فكلما أخبرهم عن القيمة “18 ريال” يغيروا رأيهم ولا يشتروا ….فقال له “قريبي” أن يبيع 3 زجاجات ب 36 ريال وزجاجة واحدة ب 18 ريال ,,,النتيجة طبعا أن الناس اشتروا ال3 زجاجات وبقيت تلك الزجاجة “18 ريال” ….ومن ذلك اليوم وأنا أفكر هل الجودة دائما تكمن في السعر المرتفع؟؟ أم أننا تعودنا على اعتبار أن المنتجات الغالية دائما تكون ذات جودة
أفضل ؟؟
سألت دكتور الإقتصاد هذا السؤال …فقال لا إطلاقا “السعر ليس محدد للجودة ” !!! لكن اعتاد الناس على إعتبار أن المنتجات الغربية أكثر جودة وإتقانا من المنتجات العربية والخليجية لكون أسعارها أعلى “في كثير من الأحيان” …بينما في الواقع بعض المنتجات تكون بنفس الجودة ويرجع سبب ارتفاع أسعار المنتجات الغربية إلى “سعر النقل والشحن والتوصيل” وكذلك بسبب “الضرائب” ..أما المنتجات العربية والخليجية فتكون تكلفة إيصالها أقل وضرائبها أقل “إن وجدت ضرائب”..لذلك تكون أسعارها أقل نوعا ما..!!
هناك حالة واحدة “في رأي دكتوري” يكون فيها السعر محددا للجودة .. وهي إذا كانت المنتجات لنفس الشركة وصنعت في نفس الوقت وتم إيصالها ونقلها في نفس الوقت…لكن الإختلاف كان في السعر … ولنأخذ “الهواتف النقالة” مثلا … فإذا كانت نفس الشركة تصنع 3 أنواع من الهواتف بأسعار 100 و 150 و 300 ريال مثلا …فمؤكد أن الهاتف الذي سعره 300 ريال هو الأفضل جودة… والأفضل من حيث الخصائص والمميزات..
لا أعرف ما العلاقة بين العسل والهواتف النقالة !!! ههه لكن “سالفة العسل” هي التي جعلتني أبحث في هذا الأمر .. ما رأيكم أنتم ؟؟ هل تعتبرون المنتجات ذات الأسعار المرتفعة أكثر جودة من المنتجات الأقل سعرا؟؟؟ وما رأيكم بتفسير الدكتور ؟؟ أنا أقتنعت به واعتبره جيدا ففي تلك الحالة فقط يمكنني أن أعتبر السعر كمحدد للجودة..
خالص احترامي … ربما يستطيع صاحب “عمود إنارة” إنارتنا حول هذا الموضوع 🙂
مدونة أميرة 
لا يمكن اعتبار السعر بأي حال كدليل على جودة المنتج وربما اضرب مثالا للصناعات الكورية التي تثبت نجاحها يوما بعد آخر خصوصا في مجال تصنيع المركبات رغم ان منتجاتها رخصية جدا مقارنة بأي سوق عالمي.
ومهما كانت جودة المنتج , فإن قلة تكاليف تصنيعه قد تعني ان المنتج ليس على مقاييس دولية كالسلامة او اي اعتبارات أخرى تبعا لتصنيف المنتج , لكنه قد (يمشي الحال) رغما عن ذلك.
وفي احيان اخرى قد يدل رخصه على رداءة المنتج , كما يحدث حاليا مع واردات الصين , الالكترونيات والمركبات بشكل خاص. لأن الصين حالة خاصة تسعى بشكل واضح لتجنيد علامة تجارية واحدة لصنع منتجات كثيرة تغرق بها الاسواق العالمية لهدف ريحي بحت بالطبع , مما يعني انه ليس هنالك خطط للتطوير او التحسين او خدمة العملاء بقدر ما هي الاهمية نفسها تعطى للجانب الربحي.
اما بالنسبة لقضية ارتفاع اسعار بعض المواد فهذا لا يعني جودة المنتج , فالتكاليف الاضافية مثل الشحن وضرائب الجمرك قد تؤدي الى ارتفاع السعر بشكل ملحوظ وعندما يستقر المنتج بيد موزع ما داخل نطاق جغرافي معين تبدأ عملية الاحتكار باضافة عبء مالي جديد على المستهلك.
وجهة نظر ..
الغالب ” الرخيص = مخيس ” كما يقول المثل النجدي 🙂
شكرا أميرة على الموضوع
سأخبرك قصة قرأتها قبل فترة عن صاحبة محل مجوهرات اضطرت للسفر، فكتب لها أحد العاملين لديها بشأن كساد منتجاتهم ، فارسلت له لعمل discount بمقدار النص(1/2) ولكنها ولخطأ ما وصلته على أساس أن الضعف(2).. حين وصلت كان المحل قد ربح ومعضم المنتجات قد بيعت..
نعم لقد اشترى الناس السلع بحكم ارتفاع جودتها، نظرا لغلاء السعر ..
شخصيا جربت هذه النظرية في شراء حاسوبي وندمت
وخالفتها حين اشتريت هاتفي وندمت أيضا
مممم .. موضوع حلو ودائما يستهويني ..
بالنسبة لي كزبون .. أتعلق جدا بما ادرسه حاليا كوني طالبة تجارة واقتصاد ويؤثر ذلك جدا في تقييمي للمنتج وجودته ..
كزبون أنا أبتعد جدا عن الأسعار المرتفعة لأنني price driven لكنني لا أحبذ أن أشتري منتجا رخيصا حتى لو كان تقييمي لهذا المنتج جيد الجودة لأنني أؤمن عن خلفية دراستي أن الجودة تستحق بعض الربح
.. لا يمكنني ان أصدق أن (غرشة عسل أصلي ) تباع بـ 20 ريال (تقريبا 52دولار) لأن العسل البلدي تعلو جودته سعره ومن المنطقي جدا أن لا تباع علبة (الغرشة) بأقل من 40 ريال 🙂
….. لي عودة 😉
السلام عليكم جميعا
أشكرك على هذا الموضوع الشيق.
ولكن لنسأل: ما الذي يحدد اختيارنا لمنتج أو علامة تجارية معينة؟
ليس السعر أبدا محددا لعملية الشراء، إنما هي القيمة ( Value ) التي يمنحك إياها هذا المنتج أو تلك العلامة التجارية. مثلا: كنت تتسوق في كارفور، وانهيت تسوقك متأخرا، وهناك التقيت بشلة اصدقائك الذين تلتقي بهم كل يوم وأردتم أن تأكلون شيئا على عجالة، قد تذهبون إلى ماكدونالز أو كنتاكي لتكلفكم الوجبة ريالين.
في المقابل، إن تزوجت وأردت أن تصطحب زوجتك لأول مرة خارج المنزل لتناول الغداء فقد تأخذها إلى (تشليز) أو (التنور) وتكلفك الوجبة 30 ريالا، وستدفعها وأنت مبتسم!! لماذا تأكل مرة بريالين وتأكل مرة ب 15 ريال؟
إنها القيمة التي تطلبها، مع أصدقائك تطلب سعرا منخفضا بجودة منخفضة وخدمة عادية، في أول خروج مع زوجتك تطلبا خصوصية في المكان، خدمة عالية، طعام شهي ولذيذ وطازج.
إن هذه القيمة التي نرغب في اقتنائها هي تحدد ما نشتريه ومالا نشتريه. والجودة أحد المعايير التي تحدد تلك القيمة. لست أبالي أبدا إن كان (الكوب) البلاستيك الذي نشرب فيه ونرميه لمرة واحدة عالي الجودة!! ولكن جودة الماء الذي أشربه في أي مرة تهمني جدا.
والعملية التسويقية عملية تبدأ قبل بداية الانتاج وتستمر مع كل المراحل الأخرى. والتسعير أحد أهم خطوات العملية التسويقية. ولكن كيف تضع الشركات أسعار منتجاتها وخدماتها الجديدة.
في عملية التسعير يلجأ المسوقون لعدد من النظريات والآليات لوضع سعر لمنتج بحيث يحققون أرباحا، فإن كان السعر مبالغا فيه ولم يشتر أحد المنتج فسيتحول إلى تحفة وعبء على الشركة وخسارة. وأما إن بيع بسعر أقل من السعر المعقول فقد تخسر الشركة فرصا وأموالا طائلة، وربما يكون العائد أقل من التكلفة.
إذا كيف تسعر الشركات منتجاتها؟
تحدد الشركة مسبقا ماذا تريد من هذا المنتج أو العلامة التجارية وهناك عدة أهداف منها:
1. تحقيق أعلى أرباح من هذا المنتج.
2. الحصول على أكبر حصة في السوق.
3. قيادة السوق بالجودة.
4. كسر سعر السوق.
وبعد أن تحدد الشركة هدفا من هذه الأهداف تعمل على تنفيذ استراتيجيات تنجح ذلك الهدف. كل ذلك لا ينفصل عن بحث التسويق، والذي يتضمن توزيع استبانات واجراء مقابلات ومقابلة مجموعات مختارة لتحديد السعر.
أما عن قصة العسل العماني فهي صحيحة، لأن العسل العماني علامة تجارية. تخيلي أن تذهبي إلى دبي وتجدي موبايل (آي فون) ب 50 ريال، وبالمناسبة هو موجود في سوق التنين. ولكن ستشكين تلقائيا بأن هناك خطأ وأنت محقه.
سحر العلامات التجارية وتأثيرها في نفسيات العملاء. وهذا ليس لأننا سذج وتضحك علينا الشركات العالمية كما يحاول بعض الصحفيون الغير مختصين الترويج له. إن بناء علامة تجارية أمر مكلف جدا. اذهب إلى سوق السيب ستجد محلات تبيع لك أحذية رياضية قيمتها 5 ريال. واذهب إلى أديداس في الستي سنتر ستجد الحذاء ب 50 ريال. لماذا؟ ليست المواد المصنع منها الحذاء هي كل القضية والاختلاف. بل الأمر مرتبط بعلامة تجارية كبيرة اسمها اديداس تستطيع أن تثق بها، ومن أين بنت أديداس هذه الثقة، من خلال الإعلانات في الجرائد والتيلفزيون وغيرها من وسائل الاعلام. رعاية الفعاليات العالمية مثل كأس العالم والاولمبيات، وضعها مستويات عالية للخدمة والمكان الذي تعرض فيه الأدوات.
والعسل العماني كذلك علامة تجارية لذلك لا نتوقع من العلامة التجارية المتميزة أن تكون متاحة بسعر رخيص لأنها تفقد قيمتها في التميز على مستوى العملاء الذين يقتنونها. والنساء أقدر فهما لذلك، فلتتخيل امرأة أنها ذهبت إلى حفلة عرس ووجدت أن أحد الحاضرات تلبس نفس فستانها!! سيكون الأمر محرج لها تماما، تدفع الكثير الكثير لكي لا تضع في هذا الموقف الحرج بالنسبة لها.
الكثير من الأمثلة والكثير من الكلام الشيق.. وفي انتظار تعليقاتكم
خالص الود
شكرا جزيلا أخي على التوضيحات التي أوضحتها هنا … جميل جدا رأيك حول هذا الموضوع فعلا “العلامة التجارية” هي من يحدد السعر العالي حتى وإن كانت هناك منتجات مشابهة لتلك التي تتميز بعلامة تجارية معروفة فمن المؤكد أن سعرها سيكون أقل … شكرا مرة أخرى أسعدني ردك المفيد 🙂
هههههه .. فعلا كلام دكتورك منطقي و مقنع ..
انا عن نفسي لا اعتبر ارتفاع الاسعار دليل على الجودة .. !!
كما انني احب ان اعطي المنتجات العربية فرصة لاثبات وجودها .. 😉
المعروف ان الغالي سعره فيه
يعني يستحق سعره
وطبعا هذه لاتفوت تجارنا الكرام فاصبحو يبعيون السلعه باكثر من قيمتها حتى لو ان جودتها رخيصه
شكرا عزيزتي نعم في بعض المنتجات “الغالي سعره فيه” لكن ليس كلها فهناك منتجات بنفس الجودة قد نجدها بأسعار أقل ..تبقى المسألة مسألة “علامة تجارية” ..وأسعار النقل والضرائب …